أمام محاولات شق الصف المسلم وتفريق الأمة.
كلمة ألقيت في افتاح مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية المنعقد في طهران , بتاريخ :15-17 ربيع الأول 1431الموافق 2-4مارس2010السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين .
صاحب السماحة الأمين العام ورئيس الجلسة , أصحاب الفضيلة العلماء والمفكرون والأخوة والأخوات .
جئنا من أنحاء العالم , من أقصى الشرق وأقصى الغرب , لحضور هذاالمؤتمر , لوحدة الأمة وأهل القبلة الواحدة , تربطنا الأخوة الإيمانية التي خرقت القوميات , ونفذت الحدود الوطنية , وجعلتنا أمة واحدة , وفشلت المخططات الاستعمارية الصهيونية والصليبية التي قسمت الأراضي والأوطان , وزرعت العصبية القومية بعد سقوط الحكومة الإسلامية , وأفلت عزتها . ولكن الهوية الإسلامية باقية في قلوب المسلمين , ونشأت الصحوة الإسلامية بين الأمة داخل العالم الإسلامي وخارجه .
فتاريخنا الذهبي الذي أسسه الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم , وبنى عليه الصحابة رضوان الله عليهم , وفي فترة خير القرون , أنجزت الأمة الفتوحات لإنقاذ البشرية من عبادة العباد إلى عبادة الله , ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة , ونشأت الحضارة الإسلامية في فترة القوة والضعف حين تمسك الأمة بهذا الذين وعضه بالنواجذ .
ولقد كان الخلاف موجودا في عصر النبوة والخلافة الراشدة , وبعد ذلك بين الأئمة المتبوعين الكبار وبين أئمة أهل النسة وأئمة أهل البيت رضوان الله عليهم , بل كان الخلاف موجودا في عصر شيوخ الأئمة وأتباعههم المهذبين بأخلاق الدين , ولم يحاول أحد منهم أن يحمل الآخرين على رأيه أو يتهم دينهم أو علمهم من أجل الخلاف في فهم النصوص الحيوية والعامة والأمور الفرعية . واتفقوا على أركان الدين والنصوص القطعية ووقفوا صفا واحدا في نشر الدين وإقامته ومواجهة أعدائه , وضد ظلم الحكام من داخل الأمة بادابه وسلوكه .
نحن اليوم في مواجهة محاولات شق صف الأمة وتفريق وحدتها في هذاالوقت الراهن . حصوصننا مهددة من الداخل من قبل دعاة إلى أبواب جهنم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , أولئك الذين ورثوا وصايا الاستعمار في تنفيذ برامجه بعد خروجه من أراضينا في الدفاع عن الإيديولوجيات والنظريات التي لا تحل القضايا برمتها , حتى لا تستطيع الأمة إلى الاستفادة من عناصر القوة الروحية والمادية من نفسها , وتداعى عليها الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها .
وأمامنا المسجد الأقصى المهدد , وأصحابه وأكنافه محاصرون , ولكننا مؤقنون بهؤلاء الطائفة المؤمنة القائمون على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله . ولكننا نتساءل عن أغلبية الأمة حولهم , وكيف موقف الحكومات ؟.
اجتمعنا في هذاالمؤتمر المبارك الذي ينعقد في بلادنا الجمهورية الإسلامية في إيران , فبارك الله في الجمهورية حكومتها وقادتها وعلماءها ومفكريها . وليعلم الذين ظلموا أن هذه الأمة رجعوا إلى وحدتها على أسسها الباقية . فقرآننا محفوظ في الصدور والسطور , وورثة نبينا صلى الله عليه وسلم منتشرون في الأرض عبر القارات , وصفوفنا ممتدة من جاكرتا إلى طنجة .
فليرجع العلماء والقادة إلى الوحدة الإيمانية في الأركان والمبادئ , والخلاف الإيجابي يكون على نهج خير القرون الذي يوفر الحكمة البالغة والرحمة المهداة من الدين , لتكون الأمة على قوتها وعزتها رغم اختلافهم في المذاهب المعتبرة بين أهل الإسلام , ورغم تنوع شعوبها وألوانه وأوطانها , وهي تحمل رسالة قيادة البشرية على تعاليم الرحمة والوسطية , وتطبيق العدالة الإلهية للدولة والعالم , وإنقاذ الشعوب التي ظهر فيها الفساد في الشخصية والأسرة والسياسة والاقتصاد والمجتمع في جميع المستويات .
)ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملواا لعلهم يرجعون ).
ويجب علىينا الاهتمام بالأولويات في حل الاختلاف بالعناية والتركيز على التعاون على البر والتقوى والعناية على جوانب المتفق عليها والمصالح المشتركة والتسا مح والمراعاة في جوانب الخلاف والتفريق بين بين الثوابت والمتغيرات في الأمور الاجتهادية والرجوع إلى العلماء والمختصين بها . ومواجهة الأزمات والمحن التي تعانيها الأمة .
ونحن في أمس الحاجة إلى وحدة الصف والتقارب واجتناب أوامر الفرقة والانشقاق . فوسائل العلاقات متيسرة بيننا , فاستفيدوا منها للقاء والحوار والتواصي بالحق والصبر . فحي على خير العمل . )اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ). (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) .
عبدالهادي الحاج أوانج محمد
رئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا .
Tiada ulasan:
Catat Ulasan